دراما البيئة الشامية 2012.. الحديث عن حضور طاغٍ وطلب مرتفع

Imageلم يعد خافياً على أحد أنّ دراما «البيئة الشامية» أصبحت طبقاً رمضانياً رئيساً على موائد عدد كبير من المحطات الفضائية المحلية والعربية، وخصوصاً بعد النجاح الكبير والمدوّي الذي حققه مسلسل «باب الحارة»، حيث بدأت المحطات الفضائية تتسابق لعرض عمل «شامي» على شاشاتها، خصوصاً لما ثبت من أن لهذا النوع من الأعمال الدرامية جمهوراً عريضاً، ولا سيما في شهر رمضان المبارك.
ودون الخوض في تفاصيل هذه الأعمال، ومدى الصدقية التاريخية التي تتمتّع بها، والتي كنّا تحدّثنا عنها في عدد سابق من جريدة «بلدنا»، بات مؤكداً أن الدافع الرئيس لهذا النوع من الأعمال هو ما تقدمه من حكايا درامية شائقة عن صراع بين الخير والشر، وانتصار الخير المطلق على الشر المطلق، بالإضافة إلى عرض مجموعة من المفاهيم والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد النبيلة التي كانت سائدة في الفترة الزمنية التي تتناولها تلك الأعمال، وبالتالي فإنّ هذا الطلب المرتفع يفسّر لنا، بشكل أو بآخر، حضور أربعة أعمال «بيئة شامية»، على الأقل، في الموسم الدرامي الواحد، وفي الموسم 2012 يبدو أن الأمور تسير بهذا الاتجاه بالفعل، وخصوصاً بعد الحديث عن «مقاطعة» للدراما السورية من قبل عدد من المحطات الفضائية العربية، وهو ما لم يثبت بالدليل القاطع، حيث إن القنوات الفضائية العربية لا تزال تطلب الدراما السورية، وإن كان هناك تريّث واضح إلى حدٍّ ما في كمية الطلب، إلا أن ما يتفق عليه المنتجون السوريون هو أنّ محطات العرض لا يمكنها إلا أن تتبنى عملاً «شامياً» واحداً، على الأقل، في الموسم الدرامي 2012، وهو ما يفسّر ويوضح لنا الحديث عن إنتاج عدد لا بأس فيه من أعمال «البيئة الشامية» للموسم القادم، وإن كان الكلام لم يتطابق مع تنفيذ فعليّ سوى لعدد قليل من الأعمال، وإن كانت التحضيرات جارية على قدم وساق لعدد آخر من الأعمال للانطلاق بتصويرها، على الرغم من الأحداث التي تعيشها سورية، وبالأخصّ الحوادث الأمنيّة التي تؤثر، بشكل أو بآخر، في سير عمليات التصوير.

¶ البداية مع «الأميمي»
أول الأعمال التي انطلقت بالفعل هو مسلسل «الأميمي» للكاتب سليمان عبد العزيز، والمخرج تامر اسحاق، الذي سينطلق تصويره، خلال أيام قليلة، مع انتهاء المخرج اسحاق من التحضيرات اللازمة، وسيكون العمل من إنتاج شركة الخيام، ويشارك فيه عدد من نجوم دراما «البيئة الشامية»، وفي مقدمتهم عباس النوري، وخالد تاجا، وكاريس بشار، وشكران مرتجى، فيما يدور الحديث عن مشاركة محتملة في أحد أدوار البطولة للنجم السوري باسم ياخور، والتي ـ إن حدثت ـ ستكون الأولى في مسيرته في أعمال البيئة الشامية، فيما سيشهد العمل مشاركة المخرج سيف الدين سبيعي ممثلاً في العمل.

¶ الجزء السادس من «باب الحارة»
العمل الثاني الذي من المتوقع أن ينطلق تصويره قريباً هو الجزء السادس من مسلسل «باب الحارة» للمخرج بسام الملا، وقد بات من شبه المؤكد إنتاجه هذا الموسم، بعدما جرى الاتفاق مع قناة MBC على عرض العمل الذي لاقى جماهيرية كبيرة جداً، وقد أشارت مصادر لجريدة «بلدنا» إلى أنّ النص ما زال في طور الكتابة، ولم تضف هذه المصادر أيّة تفاصيل أخرى.

¶ مؤمن الملا وعملان شاميان
المخرج مؤمن الملا سيكون له حضوره القوي من خلال أعمال «البيئة الشامية»، التي تعدّ ماركة مسجلة للمخرج بسام الملا، ومعه، من جديد، شقيقه المخرج مؤمن الملا، الذي خاض تجربة جيّدة جداً بتوقيعه في الموسم الماضي من خلال مسلسل «الزعيم» للكاتب الفنان وفيق الزعيم، وقد حقّق العمل نجاحاً جماهيرياً جيداًً، وذلك بعد أن كان الملا قد شارك شقيقه في إخراج عدد من أجزاء «باب الحارة» في تجربة جديدة، حيث تم توقيع العمل باسم «الأخوين الملا».
ونجاح الملا مؤمن في تجربته «الشامية» كان له انعكاسه في الموسم 2012، حيث تمّ الاتفاق بين المخرج مؤمن الملا وشركة قبنض للانتاج الفني على إخراج عملين ينتميان إلى «البيئة الشامية»، وهما «طوق البنات» للكاتب أحمد حامد، و«زمن البرغوت» للكاتب محمد الزيد.

¶ «خاتون» وقصي خولي.. وجزء ثانٍ من «رجال العز»
العمل الخامس، الذي يجري تداول الأحاديث عنه، هو «خاتون»، الذي سيكون ـ إن جرى الاتفاق عليه ـ من تأليف طلال مارديني الذي كتب مسلسل «رجال العز»، في حين أكدت الأخبار المنشورة في العديد من المواقع الإلكترونية أنّ النجم قصي خولي سينتج العمل الذي سيكون من بطولته، ومن الممكن أن يستمرّ في أداء أحد أدوار البطولة في الجزء الثاني من مسلسل «رجال العز» للكاتب مارديني نفسه والمخرج علاء الدين كوكش، إذا ما تقرّر إنتاج جزء ثانٍ من العمل، حسب معلومات منشورة في العديد من وسائل الإعلام، بالإضافة إلى مصادر مقربة من الشركة المنتجة.

¶ «بنت الشهبندر»
كما أنّ شركة «عاج» سيكون لها حضورها في أعمال «البيئة الشامية» من خلال مسلسل «بنت الشهبندر» للكاتب هوزان عكو، في حين سيتولى الإخراج رضوان شاهين، ومن المتوقع أن يبدأ تصوير العمل عقب الانتهاء من تحضيرات الديكور، بالإضافة إلى الانتهاء من النص الذي يعكف الكاتب عكو على صياغته، مع العلم بأنه وصل إلى المراحل النهائية منه.

أعمال أخرى
بات من المؤكد أنّ الجزء الثاني من مسلسل «طالع الفضة» (تأليف عباس النوري وعنود الخالد)، لن ير النور في العام 2012 لأسباب تتعلق بالفترة الزمنية اللازمة لكتابة النص الجديد، والفترة الزمنية التي سيتناولها، ستلجأ شركة «سورية الدولية» المنتجة للعمل إلى عمل آخر، وقد علمت «بلدنا» أنّ في جعبتها عملين (بيئة شامية) ستقوم بإنتاج أحدهما، وذلك بعد الانتهاء من معالجة النص، وهنا الكلام لمصادر مقربة من الشركة، كما يجري الحديث في الوسط الدرامي السوري عن إنتاج عمل آخر ينتمي إلى هذا النمط، وربما يحمل اسم «خوابي الشام».
إذاً، أعمال شامية كثيرة ستكون ضمن حصيلة الدراما السورية للموسم 2012، منها ما انطلق بالفعل، ومنها ما يستعد، ومنها ما زال مجرد أحاديث أو اتفاقات شفهية لم تدخل حيّز توقيع العقود، لكن هذا الحديث يؤكد لنا، كما أسلفنا، أنّ هذا النوع من الدراما بالفعل مطلوب جماهيرياً من قنوات العرض الفضائية التي تبحث عن جذب أكبر عدد من المشاهدين، وبالتالي من الممكن أن تسهم دراما «البيئة الشامية» في كسر حاجز الخوف لدى عدد من المنتجين ربّما للإقلاع بأعمالهم وعدم الدوران في غياهب الانتظار.

u wlc admin