نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المواضيع الأخيرة
» يهم أحب الى إليكمن طرف 3abody الإثنين أبريل 20, 2015 5:00 pm
» رن جوالك بالغلط رقم غريب...
من طرف 3abody الإثنين أبريل 20, 2015 4:58 pm
» --- الغيرة ---
من طرف 3abody الإثنين أبريل 20, 2015 4:56 pm
» الإعجاز في القرآن الكريم
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:26 pm
» الفتن
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:26 pm
» وحدة الأمة الإسلامية
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:25 pm
» الخشوع في الصلاة
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:25 pm
» حكم الاستماع للاغاني
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:25 pm
» تقدير المعلّم والعلماء
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:25 pm
» الدعاء عند سماع الرعد
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:24 pm
» سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:24 pm
» وَصْلِ صفِّ الصلاة
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:24 pm
» يُغبطهم النبيون والشهداء
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:24 pm
» كيف تطرد الجن
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:23 pm
» ويدرؤون بالحسنة السيئة
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 3:23 pm
» لعبة المستحيلاااات ..
من طرف ساحرة الشرق السبت أبريل 11, 2015 10:56 am
» لماذا لا نقبل النصيحة كبرياء ام ماذا
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 9:03 am
» نقاط من أعماق حياتنا
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 9:02 am
» •.♥.• عندمــا يغــيب الرجــل مـن حيــاة المــرأة •.♥.•
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 9:02 am
» اقتل هؤلاء الخمسه لتعيش بسعاده
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 9:01 am
» كل أنسان له أ حساس
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 9:00 am
» هل الانسان اكثر غدر من البحر
من طرف سموحة السبت أبريل 11, 2015 9:00 am
» hiiiiiiiiiii
من طرف سموحة الجمعة أبريل 10, 2015 7:34 pm
» مرحبا انا جديدة
من طرف سموحة الجمعة أبريل 10, 2015 7:33 pm
» أسرار عبقرية شكسبير وآينشتاين
من طرف سموحة الجمعة أبريل 10, 2015 7:32 pm
» كارل ماركس Karl Marx
من طرف سموحة الجمعة أبريل 10, 2015 7:31 pm
» جابر بن حيان
من طرف سموحة الجمعة أبريل 10, 2015 7:31 pm
» الفريد نوبل
من طرف سموحة الجمعة أبريل 10, 2015 7:31 pm
» مشجعات ريال مدريد و برشلونا
من طرف Rania الجمعة أبريل 10, 2015 7:27 pm
» MBC2 تعرض أفضل 9 أفلام رعب
من طرف Rania الجمعة أبريل 10, 2015 7:26 pm
» دنيا بطمة تخسر لقب Arab Idol وتربح سيارة "كورفيت"
من طرف Rania الجمعة أبريل 10, 2015 7:26 pm
» على mbc اقوى افلام القوى الخارقة
من طرف Rania الجمعة أبريل 10, 2015 7:26 pm
» قنوات MBC جديد
من طرف Rania الجمعة أبريل 10, 2015 7:25 pm
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 159 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 159 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 177 بتاريخ السبت نوفمبر 23, 2024 1:06 am
بحـث
فجر بلون الفجيعة
4 مشترك
Winter Lights :: القسم الأدبي :: قصص
صفحة 1 من اصل 1
فجر بلون الفجيعة
فجر بلون الفجيعة
_ عمر!! ؟ .. هل تعاني مشكلة ؟
_ فقدت الكثير من حيويتك ، هل كل شيء على ما يرام ؟
وجد
نفسه أمام مشهد مرعب ، لم يستطع تصديق عينيه ، هل لا يزال تحت وطأة أضغاث
أحلام شيطانية تعبث بعقله في هذا الفجر الذي يشبه كل شيء فيه الدم والفجيعة
؟ لا ، لا يمكن أن يكون هذا الذي يراه صحيحا أبدا . مستحيل ،
ردد عمر في نفسه وهو يشد على رأسه في حالة ارتباك تكاد تشبه الجنون . عاود
النظر مليا إلى الأسفل ، شده وهو يرى المشهد الذي اقتلع من أعماقه كل الثبات ورباطة الجأش الممكنة . رأى ألبسة داخلية موغلة في الغواية والإغراء ، تلك الملابس التي يعرفها جيدا ويعرف ملمسها والشعور الحارق الذي تثيره في النفس .
رأى تبانا من خيط خلفي واحد يفصل ما بين الردفين كان لونه أحمرا قانيا
مثيرا ، رافع نهدين بنفس اللون ، سروال دجين وقميصا قصيرا لا يخفي الخصرين و السرة ، رأى أيضا زهرة ذابلة ، زهرة كان قد أهداها إلى ليلى حبيبته ذات يوم بعيد جدا .
نفسه أمام مشهد مرعب ، لم يستطع تصديق عينيه ، هل لا يزال تحت وطأة أضغاث
أحلام شيطانية تعبث بعقله في هذا الفجر الذي يشبه كل شيء فيه الدم والفجيعة
؟ لا ، لا يمكن أن يكون هذا الذي يراه صحيحا أبدا . مستحيل ،
ردد عمر في نفسه وهو يشد على رأسه في حالة ارتباك تكاد تشبه الجنون . عاود
النظر مليا إلى الأسفل ، شده وهو يرى المشهد الذي اقتلع من أعماقه كل الثبات ورباطة الجأش الممكنة . رأى ألبسة داخلية موغلة في الغواية والإغراء ، تلك الملابس التي يعرفها جيدا ويعرف ملمسها والشعور الحارق الذي تثيره في النفس .
رأى تبانا من خيط خلفي واحد يفصل ما بين الردفين كان لونه أحمرا قانيا
مثيرا ، رافع نهدين بنفس اللون ، سروال دجين وقميصا قصيرا لا يخفي الخصرين و السرة ، رأى أيضا زهرة ذابلة ، زهرة كان قد أهداها إلى ليلى حبيبته ذات يوم بعيد جدا .
طوحت
به دوخة كادت تفقده وعيه ، ظل ينظر مشدوها إلى الملابس الداخلية المرمية
بعشوائية تحت الشجرة وسؤال محير يدق رأسه كمسمار حاد : من أتى بهذه الملابس
إلى هنا ؟
به دوخة كادت تفقده وعيه ، ظل ينظر مشدوها إلى الملابس الداخلية المرمية
بعشوائية تحت الشجرة وسؤال محير يدق رأسه كمسمار حاد : من أتى بهذه الملابس
إلى هنا ؟
في لحظة انبثقت من ثنايا المستحيل رفع عينيه إلى أعلى الشجرة ، رأى قدمين صغيرتين جميلتين اعتاد رؤيتهما ومداعبتهما بيديه وتمريغ وجهه بينهما ، ثم سرعان ما انساب نظره ليلامس بلطافة مذعورة ساقين
منحوتتين بجمالية خارقة ، في الأخير كان نظره يحتوي بالكامل جسدا مرعبا في
بهائه الذي مزقه بدهشة لا يماثلها أي شيء في هذا الكون .
منحوتتين بجمالية خارقة ، في الأخير كان نظره يحتوي بالكامل جسدا مرعبا في
بهائه الذي مزقه بدهشة لا يماثلها أي شيء في هذا الكون .
إنها
ليلى ، ظل الحسين ينظر إليها مشدوها ، ها هي مرة أخرى تعثر عليه قبل أن
يعثر عليها ، هاهي مرة أخرى تسجل حضورا مرعبا داخله لم يدر بخلده أبدا .
لكنها تفعل هذه المرة بطريقة جد مختلفة ، طريقة تختزل فيها كل الاحتراقات
السابقة لترميها في وجهه دفعة واحدة . لجمت الحيرة لسانه ، وجد نفسه بفعل
الصدمة مفرغا من أي رد فعل .
ليلى ، ظل الحسين ينظر إليها مشدوها ، ها هي مرة أخرى تعثر عليه قبل أن
يعثر عليها ، هاهي مرة أخرى تسجل حضورا مرعبا داخله لم يدر بخلده أبدا .
لكنها تفعل هذه المرة بطريقة جد مختلفة ، طريقة تختزل فيها كل الاحتراقات
السابقة لترميها في وجهه دفعة واحدة . لجمت الحيرة لسانه ، وجد نفسه بفعل
الصدمة مفرغا من أي رد فعل .
مسح بنظره جسد ليلى العاري تماما ، تأمل طويلا تكوينه الحارق في جماليته ، هاهي تعلن عن جمالها بعنف مرعب حتى بعد رحيلها الأزلي المدهش
. تأمل رأسها المتدلي من حبل المشنقة ، كانت رموشها التي تشبه سعف النخيل
مسدلة ، بينما سال شعرها الأسود على ظهرها وبين ثدييها المتحفزين النابتين
على صدرها كفاكهة من فواكه الجنة .
. تأمل رأسها المتدلي من حبل المشنقة ، كانت رموشها التي تشبه سعف النخيل
مسدلة ، بينما سال شعرها الأسود على ظهرها وبين ثدييها المتحفزين النابتين
على صدرها كفاكهة من فواكه الجنة .
حينما
ابتعد عن الشجرة نزت من عيونه دمعتان وحيدتان لكنهما كانتا حارقتان حرقتا
خداه المتهدلان اليابسان بفعل المسافة التي قطعها طيلة مشوار صعب من حياته .
كان يتوجه نحو القرية النائمة في صمت مريب ، لقد فات أوان كل شيء ، ردد في
نفسه ، وبينما كان مستغرقا في تفكير مشتت تائه سمع فجأة صوتا عذبا يقول :
ابتعد عن الشجرة نزت من عيونه دمعتان وحيدتان لكنهما كانتا حارقتان حرقتا
خداه المتهدلان اليابسان بفعل المسافة التي قطعها طيلة مشوار صعب من حياته .
كان يتوجه نحو القرية النائمة في صمت مريب ، لقد فات أوان كل شيء ، ردد في
نفسه ، وبينما كان مستغرقا في تفكير مشتت تائه سمع فجأة صوتا عذبا يقول :
_ رأيتها حينما كانت تتوجه إلى الشجرة ، ثم وهي ...
فزع الحسين للصوت الأنثوي المألوف الذي سمعه ينبعث من مكان ما ، التفت حوله ليراها بلباس شفاف موغل في الإثارة والرغبة ، كانت تنظر إليه بشراهة مخيفة .
_ ولكن ، .. هل أنت ... ؟
ابتسمت ، جعلت ساقها يبدو مكشوفا منبثقا من بين ثنايا الثوب الشفاف ناثرا إثارة قاتلة :
_ أشفق عليك ، لأنك تنسى الأشياء الجميلة بسرعة غريبة .
نظر إليها مليا ، حاول فهم الموقف ، لكنه أدرك أن ثنائية ليلى حبيبته ونعيمة حبيبته السابقة ، تشكلان حالة خاصة ومتفردة غير قابلة للفهم .
_ تغيرت كثيرا ، لم تكوني هكذا في آخر مرة رأيتك فيها .
_ حسنا ، هل كان ينبغي ألا أتغير ؟
_ ليس مهما ، في هذه الحياة كل شيء قابل دائما للتغير .
اقتربت نعيمة من الحسين وقالت له :
_ تصور ، ستجد نفسك مرغما هذه المرة لتتقبل واقع أنك شخص وحيد في هذه الدنيا ، .. مثلي تماما .
_ أنت جميلة .
ثم بعد لحظة صمت جد مرتبكة :
_ انك تعجبينني .
ابتسمت نعيمة ، ابتسامة خرجت من فمها بزهو خفي ممزوج بسخرية غامضة :
_ لكنني قررت أن أصبح مجنونة ، أردت أن أحيى بطريقة ليلى .
_ إعجابي بك لا يعني مطلقا أنني أريد ربط علاقة ما معك لقد فات أوان كل شيء .
ضحكت نعيمة عاليا ، كانت تنتقم منه في واقع الأمر :
_ ولا أنا أريد ربط علاقة معك .
لم يرد بشيء ، أغرق فكره وسط غلالة حالكة من موجة رمل
هاجمت ذهنه فجأة ، لم يتصور أن يحدث رحيل ليلى الأزلي في نفسه هذا الشعور
السلبي ، لكنه أردف مفكرا : أليس كل شيء يبدو في البداية مغايرا تماما عن
حقيقته ؟
هاجمت ذهنه فجأة ، لم يتصور أن يحدث رحيل ليلى الأزلي في نفسه هذا الشعور
السلبي ، لكنه أردف مفكرا : أليس كل شيء يبدو في البداية مغايرا تماما عن
حقيقته ؟
_ تبدو تعيسا جدا .
_ بل أكثر تعاسة مما تتوقعين .
كان
لا يزال يواصل جرجرة رجليه نحو كوخ الولد أسمر ، بينما ظلت نعيمة ترقبه من
بعيد . حينما وصل إلى الكوخ ، طرق النافذة التي ينام فيها الولد بخفوت ،
فعل ذلك مرتين قبل أن يجد أمام وجهه سحنة أسمر الكالحة الشاحبة التي لا
تعبر دائما إلا عن دهشة عميقة لا سبب لها .
لا يزال يواصل جرجرة رجليه نحو كوخ الولد أسمر ، بينما ظلت نعيمة ترقبه من
بعيد . حينما وصل إلى الكوخ ، طرق النافذة التي ينام فيها الولد بخفوت ،
فعل ذلك مرتين قبل أن يجد أمام وجهه سحنة أسمر الكالحة الشاحبة التي لا
تعبر دائما إلا عن دهشة عميقة لا سبب لها .
_ عمر!! ؟ .. هل تعاني مشكلة ؟
نظر إليه عمر ، تأمله قليلا ، تأمل التغير الذي طرأ عليه خلال الزمن الطويل الذي غاب فيه عن الواحة ، لاحظ زغب رجولة متحفزة بدأت تعلن عن نفسها بكل جرأة :
_ الحياة كلها مشاكل ، ولكن ينبغي أن أكون بخير .
ظلت عيون الولد أسمر الواسعة تبحلق في عمر في صمت ، لكنه قال أخيرا :
_ هل أستطيع أن أخدمك في شيء ؟
تأوه عمر ، تحسس مظروف ليلى ووصيتها إلى أسمر ، قال موجها الكلام لهذا الأخير بجدية بالغة كان يتطلبها الموقف :
_ هذه وصية من ليلى ، إنها عبارة عن أشياء جد ثمينة ينبغي أن تحتفظ بها في مكان آمن جدا .
_ ولكن ماذا عن ليلى ؟ .. كيف حالها ؟
أشاح
عمر بوجهه بعيدا ، نظر ناحية الشروق الذي اصطبغ بلون أحمر برتقالي كان
ينبئ عن انبثاق الشمس في أية لحظة . لم يعرف كيف يجيب الولد أسمر ، لم
يستطع أن يحكي له القصة بفجيعتها العنيفة . ظل صامتا بينما تسمرت فيه عيون
الولد أسمر الواسعة المتوجسة التي حدست أن أمرا جللا قد حدث .
عمر بوجهه بعيدا ، نظر ناحية الشروق الذي اصطبغ بلون أحمر برتقالي كان
ينبئ عن انبثاق الشمس في أية لحظة . لم يعرف كيف يجيب الولد أسمر ، لم
يستطع أن يحكي له القصة بفجيعتها العنيفة . ظل صامتا بينما تسمرت فيه عيون
الولد أسمر الواسعة المتوجسة التي حدست أن أمرا جللا قد حدث .
_ كيف حال ليلى ؟
_ هل تهمك ؟
_ كانت فتاة طيبة ، عانت الكثير قبل أن ترحل عن القرية ، عل كل حال تهمني بشكل ما .
_ ستعرف عنها كل شيء تقريبا يا أسمر ، ستعرف عنها كل شيء تقريبا ، ولكن سر ما سيظل مجهولا لن يعرفه أحد عنها أبدا ، حتى أنا يا أسمر لن أستطيع معرفته .
بحلق الولد أسمر من جديد بعيون مملوءة بالدهشة قبل أن يقول بصوت تكسر مع نسمات الصباح الأول كتكسر آنية فخارية :
_ ولكن ماذا سأفعل بهذه الأوراق ؟
_ احتفظ بها جيدا ، اقرأها جيدا ، افهمها جيدا ، قبل أن تتخذ أي قرار فكر جيدا ، إنها ثروة مخيفة ينبغي أن تعرف كيف تتعامل معها .
تسلم الولد أسمر مظروف ليلى من عمر و اختفى داخل غرفته ، أخفاهما في مكان آمن ثم عاد بسرعة إلى النافذة ، لكنه هذه المرة قفز برشاقة مذهلة ليجد نفسه في الخارج بجانب عمر المتعب الجسم والإحساس :
_ فقدت الكثير من حيويتك ، هل كل شيء على ما يرام ؟
ابتسم عمر بمرارة وأجاب :
_ ليس بوسع المرء أن يكون دائما على أحسن ما يرام .
_ حسنا ولكن أين ليلى وكيف حالها ؟
_
اسمع يا أسمر ، لم تعد طفلا ، أنت الآن على مشارف سن الرشد ، ينبغي أن
تستعد لمواجهة كل الاحتمالات الممكنة . لقد تلقيت على التو أوراقا ستمكنك
لتصبح ثريا جدا بشكل لا يمكنك تصوره ، لذلك عليك أيضا أن تستعد دائما
لتستقبل أخبارا وأحداثا قاسية قد تبدو فوق طاقتك ، الحكمة هي كيف تستطيع أن
تتعامل مع كل تجاربك في الحياة مهما كان وقعها على نفسك بدون أن تفقد
رباطة جأشك .
اسمع يا أسمر ، لم تعد طفلا ، أنت الآن على مشارف سن الرشد ، ينبغي أن
تستعد لمواجهة كل الاحتمالات الممكنة . لقد تلقيت على التو أوراقا ستمكنك
لتصبح ثريا جدا بشكل لا يمكنك تصوره ، لذلك عليك أيضا أن تستعد دائما
لتستقبل أخبارا وأحداثا قاسية قد تبدو فوق طاقتك ، الحكمة هي كيف تستطيع أن
تتعامل مع كل تجاربك في الحياة مهما كان وقعها على نفسك بدون أن تفقد
رباطة جأشك .
ظل الولد أسمر ينظر بدهشة إلى عمر وهو يسهب في هذه المقدمة التي ارتج لها قلبه وشعر برهبة تستبد به .
_ ليلى هناك ، .. في تلك الشجرة .
قال
عمر بطريقة آلية ثم توجه نحو الربوة ، في تلك اللحظة ركض الولد أسمر
باتجاه الشجرة البعيدة نسبيا . بينما سار عمر نحو الربوة وهو يستعيد شريط
حياته بكل تفاصيلها الدقيقة ، أحس حينذاك أن كل شيء قد انتهى ، حينذاك أيضا
انبثقت من جديد نعيمة لتستقبله بابتسامة ساخرة :
عمر بطريقة آلية ثم توجه نحو الربوة ، في تلك اللحظة ركض الولد أسمر
باتجاه الشجرة البعيدة نسبيا . بينما سار عمر نحو الربوة وهو يستعيد شريط
حياته بكل تفاصيلها الدقيقة ، أحس حينذاك أن كل شيء قد انتهى ، حينذاك أيضا
انبثقت من جديد نعيمة لتستقبله بابتسامة ساخرة :
_ لقد خسرت كل شيء ، طالما حذرتك .
نظر إليها عمر بحياد مطلق وقال :
_ لم أفقد نفسي .
ضحكت نعيمة عاليا جدا وأمعنت في النبرة الساخرة :
_ حينما تخسر كل شيء فانك بالضرورة تخسر نفسك أيضا ، إنها حتمية لا تستطيع إنكارها .
كانت
نعيمة تقف في مقابله تماما ، كأنها تعلن حالة تحد غير معلنة ، نظر عمر إلى
وجهها وجسدها الجميل ، ود لو يحتضنها ويغرق رأسه في صدرها ثم يبكي طويلا
وطويلا جدا ، ود لو يعانقها ويطير بها إلى السماء لينسلخ من الزمان والمكان
حيث لا شيء غير هو ونعيمة التي تنتابه نحوها أحاسيس غريبة ومتناقضة .
نعيمة تقف في مقابله تماما ، كأنها تعلن حالة تحد غير معلنة ، نظر عمر إلى
وجهها وجسدها الجميل ، ود لو يحتضنها ويغرق رأسه في صدرها ثم يبكي طويلا
وطويلا جدا ، ود لو يعانقها ويطير بها إلى السماء لينسلخ من الزمان والمكان
حيث لا شيء غير هو ونعيمة التي تنتابه نحوها أحاسيس غريبة ومتناقضة .
_ سأغادر القرية .
قال لها وهو يتطلع إلى الأفق الذي بدأ يصبح أكثر اصطباغا بضوء الشمس الوشيكة الشروق .
_ إلى أين ؟
سأهاجر باتجاه الشرق ، لست أدري أين سيستقر بي المقام .
_ أما أنا فقد اخترت جهة الغرب ، بهذا لن نلتقي أبدا ، سيكون هذا الأمر حلا جيدا لكلانا .
تفارقا بدون أن يودعا بعضهما ، بل بدون أن ينظرا باتجاه بعضهما ، كان وداعا محايدا بدون أن يتخذ أي صبغة معينة ، وداع مريب وغريب يحتوي على الكثير من التواطؤ .
واصل عمر سيره نحو الربوة ، من خلفه اندلعت فجأة صيحات عجيبة أطلقها الولد أسمر ، صراخ كالجرح كان
ينز من نفسه مثل قطرات دم أحمر اصطبغ به الصباح الصامت . تحولت القرية على
حين غرة إلى مناحة أشعلها الولد أسمر قبل أن تشاركه أوركسترا البكاء المر
أصوات انبثقت من كل مكان لتشكل معزوفة موغلة في الكآبة ، معزوفة أغرقت القرية في جرح حز كل حيطان البيوت الطينية الواطئة الحمراء .
ينز من نفسه مثل قطرات دم أحمر اصطبغ به الصباح الصامت . تحولت القرية على
حين غرة إلى مناحة أشعلها الولد أسمر قبل أن تشاركه أوركسترا البكاء المر
أصوات انبثقت من كل مكان لتشكل معزوفة موغلة في الكآبة ، معزوفة أغرقت القرية في جرح حز كل حيطان البيوت الطينية الواطئة الحمراء .
وبينما كان عمر يسير فوق التل الرملي ، كانت هناك طلقات كثيفة من ذكريات حارقة تثقب ظهره وذاكرته . في الوقت ذاته كان يتصور طيف ليلى تسير بجانبه ، باسمة منشرحة متحررة من سلطة الحياة والموت . هكذا أراد الحسين أن يحيى ، هكذا أراد لحياته هو أيضا أن تتحرر من سلطة الهزيمة والانتصار والمال والإفلاس ، ليتحول في الأخير إلى مجرد كائن محايد ، كائن محايد تماما .
Ahmad Fares- عضو صاعد
- الجنس : عدد المساهمات : 246
الــنــقـــاط : 24642
السٌّمعَة : 12
الموقع : سوريا الحلوة
رد: فجر بلون الفجيعة
نسخ بانتظار القراءة شكرا احمد
the Eagle- جيد
- الجنس : عدد المساهمات : 308
الــنــقـــاط : 23763
السٌّمعَة : 10
الموقع : كيف يعني ؟ ؟ ؟
رد: فجر بلون الفجيعة
سلمت يمناك
على المجهود
دام ابداعك
في انتظار جديدك
دمت بخير
على المجهود
دام ابداعك
في انتظار جديدك
دمت بخير
وردة شتاء- عضو صاعد
- الجنس : عدد المساهمات : 291
الــنــقـــاط : 24171
السٌّمعَة : 20
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Winter Lights :: القسم الأدبي :: قصص
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى