رئيس الهلال يطالب بسقف أعلى لرواتب المحترفين بالسعودية

مع ارتفاع طلبات اللاعبين السعوديين بمقدمات عقود ضخمة تصل
إلى 8 ملايين ريال سعودي في الموسم الواحد، تهدد بنشوب أزمات مالية لتلك
الأندية، لعدم توفر المداخيل المادية اللازمة للصرف على لاعبيها؛ أعلن رئيس
الهلال السعودي الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن مبادرة خلال مداخلة هاتفية
له في برنامج "مساء الرياضية" الذي يبث على القناة الرياضية السعودية مساء
كل جمعة، ووجه الرئيس الهلالي مطالبه لكافة الأندية بوضع سقف أعلى لعقود
لاعبيها لضمان عدم وصولها لأرقام فلكية لا تعكس المستوى الذي يقدمه اللاعب
داخل المستطيل الأخضر، الأمر الذي ربما يؤدي لإعلان عدد من الأندية
لإفلاسها لعدم مقدرتها لمسايرة الصرف المالي المتزايد على الأندية، وربما
تشهد الساحة الرياضية استقالات جماعية، لعدم وجود من يسيِّر هذه الأندية،
وبالتالي تراجع أكثر لمستوى الكرة السعودي بشكل عام.

وأكد رئيس النادي العاصمي أنه قام بالتواصل مع رؤساء الأندية السعودية
الكبيرة؛ الاتحاد والأهلي والشباب باستثناء نادي النصر، وذلك للاجتماع لوضع
حد أعلى لعقود اللاعبين المحليين، بحيث يتحصل اللاعب على مبلغ متفق عليه
ومحدد في العام الواحد لا يمكن تجاوزه، موضحاً عدم رغبة نادي النصر
المشاركة في هذا الأمر.

وقال: "الأندية مرتبطة بمداخيل سنوية ثابتة ومحددة، ولا بد أن نتصرف وفقها،
خاصة مع ابتعاد غالبية أعضاء شرف الأندية عن الدعم المادي، حيث باتت
المصاريف مقتصرة على الشريك الاستراتيجي للنادي وما يستطيع رئيس النادي
توفيره من أعضاء الشرف المعدودين".

واستطرد في حديثة: "في حال دخول أي لاعب محلي فترة الست أشهر الأخيرة من
عقده، من حق أي ناد أن يفاوضه، والرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تستطيع أن
تلزم أي ناد بوضع سقف أعلى لعقودها، لأن ذلك ضد الاحتراف، والمسألة عرض
وطلب، ولكن إذا تبادر في ذهن أي لاعب بأن يحصل على 8 ملايين في العام
الواحد، فلن يستطيع أي ناد مهما وصلت مداخيله أن يسدد التكاليف التي عليه
(مستحيل)، بل ستعلن 4 أندية على الأقل إفلاسها".

وأضاف: "السقف الأعلى سيكون وفق إمكانيات الأندية، ولن يتحصل عليه أي لاعب
بل سيكون وفق معايير وتقارير فنية وحاجة الفريق إليه ومدى انضباطه وعدد
مشاركاته وأهميته للفريق".

وأكد الرئيس الهلالي أن الأندية ستعاني من ارتفاع طلبات لاعبيها المحليين
عاجلاً أم آجلاً، خاصة مع امتلاكها لنجوم لا تقبل الجماهير التفريط بهم،
مشيراً إلى أن هذا الحال لو استمر فستكون المسألة (بيزنطية) مع وجود تأخر
للرواتب الشهرية لمدة تصل لأكثر من 6 أشهر، وقال: "نحن مقبلون على كارثة،
خاصة مع تراجع مستوى اللاعبين، وللأسف طلباتهم المادية ترتفع".

وشدد على اختلاف هذه النظرية بين اللاعب المحلي والأجنبي الذي من الممكن أن
يدر على النادي ذات القيمة التي تعاقد بها معه، وربما أكثر، معطيا أمثلة
بالبرازيلي ثياغو نيفيز، والروماني ميريل رادوي، والسويدي كريستيان
ويلهامسون الذين حضروا بأرقام عالية بيد أنها عادت لخزينة النادي بعد بيع
عقودهم لأندية أخرى.

وقال: "اللاعبون الأجانب إذا كانوا مميزين فسيحافظون على أسعارهم، وهذا الأمر تم إثباته بالتجربة والبرهان".



آلية تقسيم المقدم



وطالب رئيس الهلال
الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإيجاد آلية عاجلة لتقسيم مقدمات عقود
اللاعبين على شكل رواتب شهرية طيلة مدة عقد اللاعب، مثل ما يحدث في الأندية
الأوروبية، الأمر الذي وصفه بأنه سيكون في صالح الكرة السعودية والمنتخبات
وكذلك الأندية، مشيراً بأنه سيوجه خلال الأيام المقبلة خطاباً رسمياً بذلك
للرئاسة العامة لرعاية الشباب.

وأضاف: "في حالة عدم انضباط اللاعب، وإقرار خصم من مرتبه الشهري، والذي يصل
20 ألف ريال، وهو قد استلم مقدم عقد عالي، فمهما بلغت نسبة الخصم فلن يكون
رادع للاعب، والمفترض أن تكون الأموال التي يحصل عليها من عقده مرتبطة
بأدائه الفني، وبذلك نضمن انضباط اللاعب ليتحصل على الحد الأعلى من قيمة
عقده من دون خصم، الأمر الذي يعود بالفائدة على اللاعب ومن ثم النادي
والمنتخب".