رفيق الطريق

من طرف **Ahmad Fares** الأحد نوفمبر 20, 2011 7:28 am

رفيق الطريق

لم
نتبادل يوما كلمة ،أو حتى همسة ،ومع ذلك كان بعضنا يعرف بعضا جيدا،فما إن
يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الليل ،حتى تمتلئ السماء بأصداء
أقرب إلى الملائكة منها إلى البشر،تزينها تلك اللوحة
البديعة التي رسمت بعناية فائقة،فلا تنفك توجعك رقبتك من شدة النظر إلى
أعلى ،فالسحر طبيعة ذلك الوقت ،وإن لم يتذوقه إلا القليل.أخرج من منزلي وسط
تلك الترانيم الخلابة و الظلمة التي اختلطت بالنور،أمشي وحيدا ،كملك نحو
عرشه ،وماإن أصل إلى المكان الموعود ،حتى يفتح باب،نخطف ما استطعنا من
الآخر من نظرات ،ونستمر ،عابس هو دائما ،كما لو قيد نحو مقصلة ،ولا تسمع في
تلك الدروب سوى وقع خطواتنا فيبدو الأمر كما لو كانت موسيقى هرمونية ،وفي
الأفق يتجلى ضوء خفيف ،يخترق الظلام حوله فيحوله إلى نور،ولا ندرك بالأمر
حتى نصل إلى هناك.

يجلس
كل منا بعيدا عن الآخر،مقتنصا فرصة النظر إليه والتدقيق في ملامحه في حين
غفلة،ولكن لا أجد ينجح أبدا ،فالكل متيقظ ،نؤدي ما جئنا من أجله ،وما إن
نتم الدعاء ،حتى يخرج الجميع،ونعود إلى ذلك المسلسل القديم العجيب مرة
أخرى.

وهكذا يتكرر الأمر ثلاثين مرة من كل سنة.